افتتاح اول جامعة مصرية (جامعة القاهرة حالياً)
فى 21 ديسمبر 1908
كانت هناك محاولة مبكرة لإنشاء جامعة مصرية قام بها أحمد باشا المنشاوى فى أواخر أيامه، حيث أعلن عن رغبته فى إنشاء جامعة فى جهة باسوس وأبى غيط على نفقته الخاصة إلا أن المنية قد وافته، لكن لم تمت الفكرة، وتبارى الكتاب والسياسيون فى الكتابة داعين للاكتتاب، وكان الزعيم مصطفى كامل قد بدأ يدعو إلى هذا على صفحات اللواء فى عام ١٩٠٤،
وفى عام ١٩٠٦ كانت البداية والمبادرة على يد أحد أعيان بنى سويف وهو مصطفى كامل الغمراوى الذى اكتتب بخمسائة جنيه وفى الثامن من أكتوبر من نفس العام اجتمع نفر من كبراء الأمة المتحمسين للمشروع، وأصدروا بياناً يهيب بالأمة للاكتتاب وانتخبوا لجنة تحضيرية مؤلفة من سعد زغلول وقاسم أمين ومحمد راسم وحسن جمجوم وزكريا نامق ومحمد الشيتى ومصطفى الغمراوى وحسين سعيد وأخنوخ فانوس ومحمد عثمان أباظة وتألفت نواة الجامعة المصرية،
ثم تولى قاسم أمين منصب نائب الرئيس خلفا لسعد زغلول وعقدت الجلسة الثالثة فى ١٩ يناير ١٩٠٧، وأعلن قاسم بك أمين أن الخديو، جعل ولى عهده رئيساً شرفياً لها. وفى يوم الجمعة
٣١ يناير ١٩٠٨ اجتمعت الجمعية العمومية برئاسة قاسم أمين بك، وأعلن بهذه الجلسة قبول دولة الأمير أحمد فؤاد الرئاسة.
واجتمعت اللجنة برئيسها الجديد للمرة الأولى بسراى الأمير «أحمد فؤاد باشا» فى ١٢ مارس ١٩٠٨، وبدأت الخطوات الضامنة لاستمرار تقدم المشروع ثم قدم الخديو عباس حلمى الثانى منحة سنوية للمشروع ٥٠٠٠ جنيه وكان حفل الافتتاح بمقر جمعية شورى القوانين (فى مثل هذا اليوم ٢١ ديسمبر عام ١٩٠٨).واستمرت التبرعات تتدفق مالا وأطيانا.
أما عن دور الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديو إسماعيل والتى تميزت بإقبالها على العمل التطوعى العام، فحينما علمت بالصعوبات التى تعانيها الجامعة المصرية عن طريق طبيبها الخاص محمد علوى باشا (عضو مجلس الجامعة المصرية) بادرت الأميرة بإقالة الجامعة من عثرتها المالية، فأوقفت مساحة من أراضيها الزراعية على الجامعة حتى تجرى ريعها على الجامعة فتضمن بذلك مصدرا للتمويل، كما تبرعت بجواهرها الثمينة لتوفر للجامعة سيولة مالية عاجلة، وامتد كرمها إلى منح الجامعة مساحة من الأرض ليقام عليها الحرم الجامعى، لكنها لقيت ربها قبل أن ترى صرح الجامعة.